للهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أ حيني ما علمتَ الحياة خيراً لي،ا اوتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بعد القضاء، وأسألك بَرْد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة،
في الحبّ، كلّ هبة مكيدة، وكلّ شهقة فرح، هي مشروع تنهيدة، وكلّ رقم هاتفي يحمل من المكر بعدد أرقامه. تلك الأرقام التي تأبى يدك أن تطلبها، وترفض ذاكرتك أن تنساها.
وأعطِ عُمرك فرصةً أخرى لترميم الحكايِة / ليس كُلُّ الحبِّ موتاً / ليستِ الأرضُ اغتراباً مزمناً، / فلربما جاءت مناسبةٌ، فتنسى / لسعةَ العسَل القديم، كأنْ تحبَّ / وأَنتَ لا تدري فتاةً لا تحبّكَ / أو تحبُّكَ، دون أن تدري لماذا / لا تحبُّكَ أو تحبُّكَ
كنتُ رجلًا تستوقفه الوجوه، لأنّ وجوهنا وحدها تشبهنا، وحدها تفضحنا، ولذا كنت قادرًا على أن أحبَّ أو أكره بسبب وجه. وبرغم ذلك، لست من الحماقة لأقول إنّني أحببتك من النظرة الأولى. يمكنني أن أقول إنّني أحببتك ما قبل النظرة الأولى. كان فيك شيء ما أعرفه. شيء ما يشدّني إلى ملامحك المحبَّبة إليّ مسبَقًا، وكأنَّني أحببت يومًا امرأة تشبهك، أو كأنَّني كنت مستعدًّا منذ الأزل لأحبّ امرأة تشبهك تمامًا.
كان وجهك يطاردني بين كلّ الوجوه، وثوبك الأبيض المتنقّل من لوحة إلى أخرى، يصبح لون دهشتي وفضولي.. واللون الذي يؤثّث وحده تلك القاعة الملأى.. بأكثر من زائر وأكثر من لون. هل يولَد الحبّ أيضًا من لون لم نكن نحبّه بالضرورة؟!
بَـلَـى.. في إمكان المرء أن يُدفَن في مكان، وقلبه في مكان آخر. عندما توفي «شوبان» سنة 1849، دُفن جسده في مقبرة «بير لاشيز» في باريس، بينما بُعث قلبه حسب وصيته إلى فارصوفيا، حيث لايزال في كنيسة «السان كروا».
لا يعنيني أن يُدفن جسدي في مسقط رأسي. وصيتي أن أواصل النبض في مسقط قلبي، هناك، حيث رأيتكَ لأول مرة، وأن يتساءل أجيال العشّاق الذين سيجلسون على طاولتنا، كيف استغرقني حبك حدّ نسيان قلبي أن يموت بموتي؟
الذكريات لا تموت. هي تتحرّك فينا، تخبو كي تنجو من محاولة قتلنا لها. ثمّ في أوّل فرصة تعود وتطفو على واجهة قلبنا، فنحتفي بها كضيف افتقدناه منذ زمن بعيد، ومرّ يسلّم علينا ويواصل طريقه.
الذكريات عابر سبيل، لا يمكن استبقاؤها مهما أغريناها بالإقامة بيننا. هي تمضي مثلما جاءت. لا ذكريات تمكث. لا ذكريات تتحوّل حين تزورنا إلى حياة. من هنا سرّ احتفائنا بها، وألمنا حين تغادرنا. إنّها ما نجا من حياة سابقة.